فصل: قال الثعلبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال السمرقندي في الآيات السابقة:

قوله عز وجل: {وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَومِكَ ياموسى موسى}.
وذلك أن موسى لما انتهى إلى الجبل مع السبعين الذين اختارهم، عجل موسى عليه السلام شوقًا إلى كلام ربه وأمرهم بأن يتبعوه إلى الجبل، فقال الله تعالى لموسى عليه السلام {وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَومِكَ ياموسى موسى}، يعني ما أسبقك عن قومك وتركت أصحابك خلفك؟ {قَالَ هُمْ أُوْلاء على أَثَرِى}، ويحتمل أن يكون أولاء صلة، يعني: هم على أثري يجيئون من بعدي.
{وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبّ لترضى}، يعني: لكي يزداد رضاك عني.
قوله عز وجل: {قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ}؛ وهذا على وجه الاختصار، لأنه لم يذكر ما جرى من القصة، لأنه ذكر في موضع آخر فها هنا اختصر الكلام وقال: {فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ}، يعني: ابتلينا قومك من بعد انطلاقك إلى الجبل، {وَأَضَلَّهُمُ السامرى}؛ يعني: أمرهم السامري بعبادة العجل.
{فَرَجَعَ موسى إلى قَوْمِهِ غضبان أَسِفًا}، حزينًا وقال القتبي: {أَسَفًا} أي: شديد الغضب؛ فلما دخل المحلة رآهم حول العجل فأبصر ما يصنعون حوله، {قَالَ يَاءادَمُ قَوْمٌ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا}؛ يعني: وعدًا صدقًا ومعناه وعد الله عز وجل بأن يدفع الكتاب إلى موسى ليقرأه عليهم ويهتدوا به؟ {أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ العهد}، يعني: أطالت عليكم المدة؟ {أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ}، يعني: يجب {عَلَيْكُمْ غَضَبٌ}، يعني: سخط {مّن رَّبّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَّوْعِدِى}؟ بترك عبادة الله.
{قَالُواْ مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا}، يعني: ما تعمدنا ذلك؛ قرأ حمزة والكسائي {بِمَلْكِنَا} بضم الميم، يعني ما فعلناه بسلطان كان لنا ولا قدرة، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر {بِمَلْكِنَا} بكسر الميم.
والملك ما حوته اليد، وقرأ نافع وعاصم {بِمَلْكِنَا} بنصب الميم وهو بمعنى الملك.
{ولكنا حُمّلْنَا أَوْزَارًا}، يعني: آثامًا {مّن زِينَةِ القوم}، يعني: من حلي آل فرعون؛ ويقال: أوزارًا يعني: حمالًا، {فَقَذَفْنَاهَا}؛ يعني: فطرحناها في النار.
قرأ حمزة، والكسائي، وأبو عمرو، وعاصم في رواية أبي بكر {حُمّلْنَا} بالنصب والتخفيف، وقرأ الباقون بضم الحاء وتشديد الميم على فعل ما لم يُسم فاعله.
{فَكَذَلِكَ أَلْقَى السامرى} يعني ألقاها في النار كما ألقينا.
وروى سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كان السامري من أهل قرية يعبدون البقر، فدخل في بني إسرائيل وأظهر الإسلام معهم، وفي قلبه حب عبادة البقر، فابتلى الله عز وجل به بني إسرائيل؛ فكشف له عن بصره، فرأى أثر فرس جبريل عليه فأخذ من أثرها.
وقد كان هارون قال لبني إسرائيل: إنكم قد تحملتم من حلي آل فرعون وأمتعتهم معكم، وهي نجسة فتطهروا منها، وأوقدوا لهم نارًا فأحرقوها فيه.
فجعلوا يأتون بالحلي والأمتعة فيقذفونها في النار، فانسبك الحلي.
وأقبل السامري وفي يده تلك القبضة من أثر فرس الرسول يعني جبريل عليه السلام فوقف فقال: يا نبي الله ألقها فيه.
فقال: نعم.
وهارون لا يظن إلا أنه من الحلي الذي يأتي به بنو إسرائيل، فقذفها فيه وقال: كن عجلًا جسدًا له خوار وقال السدي: جاء جبريل ليذهب بموسى إلى ربه، وجبريل على فرس، فبصر به السامري: ويقال: إن ذلك الفرس فرس الحياة فأخذ قبضة من أثر حافر الفرس، فلما ألقى التراب في الحلي صار عجلًا جسدًا له خوار، فذلك قوله تعالى: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُواْ هذا إلهكم وإله موسى}.
وقال بعضهم: كان السامري من بني إسرائيل وقد ولدته أمه في غار مخافة أن يذبح، فرباه جبريل عليه السلام في الغار حتى كبر؛ فلما رأى جبريل على فرس الحياة، عرفه لأنه قد كان رآه في صغره.
فأخذ قبضة من تراب من أثر حافر فرسه، ثم ألقاها في جوف العجل، فصار عجلًا له خوار، يعني: صوتًا.
وقال مجاهد: خوار العجل كان هفيف الريح إذا دخلت جوفه؛ وهكذا روي عن علي بن أبي طالب، وإحدى الروايتين عن ابن عباس أنه قال: صار عجلًا له لحم ودم وخرج منه الصوت مرة واحدة.
فقال: {هذا إلهكم}، يعني: قال السامري وَإلَهُ مُوسَى {فَنَسِىَ}، يعني: أخطأ موسى الطريق.
وروى عكرمة عن ابن عباس قوله: {فَنَسِىَ} أي نسي موسى أن يخبركم أن هنا إله، وقال قتادة: قوله: {هذا إلهكم وإله موسى} ولكن موسى نسي ربه عندكم.
قال الله تعالى: {أَفَلاَ يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا}؟ يعني: لم يكن لهم عقل يعلموا أنه لم يكن إلههم حيث لا يكلمهم ولا يجيبهم.
{وَلاَ يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا}، يعني: لا يقدر على دفع مضرتهم، {وَلاَ نَفْعًا}؛ أي: ولا جر منفعة.
{وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هارون مِن قَبْلُ} يعني: من قبل مجيء موسى إليهم: {قَبْلُ يا قوم إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ}، يعني: إنما ابتليتم بعبادة العجل.
{وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرحمن}، يعني: إلهكم الرحمن، {فاتبعونى}، يعني: اتبعوا ديني {وَأَطِيعُواْ أَمْرِى}؛ يعني: قولي.
قوله تعالى: {قَالُواْ لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عاكفين}، يعني: لا نزال على عبادة العجل مقيمين، {حتى يَرْجِعَ إِلَيْنَا موسى}.
فلما جاءهم موسى، {قَالَ يَا هارون مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّواْ}، يعني أخطؤوا الطريق بعبادة العجل {إِلا} يعني: أن لا تتبع أمري في وصيتي فتناجزهم الحرب؟ ثم قال: {تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِى}، يعني: أفتركت وصيتي؟.
{قَالَ} له موسى ذلك بعدما أخذ بشعر رأسه ولحيته، فقال هارون عليه السلام: {قَالَ ابن أُمَّ} قرأ حمزة والكسائي وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر {قَالَ ابن أُمَّ} بكسر الميم على معنى الإضافة، والباقون بالنصب بمنزلة اسم واحد {لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِى وَلاَ بِرَأْسِى}، أي: ولا بشعر رأسي.
{إِنّى خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِى إِسْرءيلَ}، يعني: جعلتهم فريقين وألقيت بينهم الحرب، {وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِى}؛ يعني: لم تنتظر قدومي ثم أقبل على السامري، {قَالَ} له: {فَمَا خَطْبُكَ ياسامري}؟ يقول: ما شأنك، وما الذي حملك على ما صنعت؟ ف {وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ} السامري: {بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ}.
قرأ حمزة والكسائي بالتاء على معنى المخاطبة، وقرأ الباقون بالياء على معنى المغايبة {بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُواْ بِهِ}، يعني: رأيت ما لم يَرَوا وعلمت ما لم يعلموا به يعني: بني إسرائيل.
قال موسى: ما الذي رأيت دون بني إسرائيل؟ فقال: رأيت جبريل على فرس الحياة.
قوله: {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرسول}، يعني: من أثر فرس جبريل؛ وفي قراءة عبد الله بن مسعود {فَقَبصتُ قَبْصَةً} بالصاد، وروي عن الحسن أنه قرأ {يَبْصُرُواْ بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً} بالصاد، وهو الأخذ بأطراف الأصابع، وقراءة الجماعة {فَقَبَضْتُ} بالضاد وهو القبض بالكف.
{فَنَبَذْتُهَا}، يعني: فطرحتها في العجل.
{وكذلك سَوَّلَتْ لِى نَفْسِى}، أي: زينت لي نفسي، فلا تلمني بهذا الفعل ولمهم بعبادتهم إياه.
{قَالَ} له موسى: {فاذهب فَإِنَّ لَكَ في الحياة}، يعني: عقوبتك في الدنيا {أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَ}، يعني: لا أمس أحدًا ولا يَمسَّني أحد، ويقال: ابتلي بالوسواس وأصل الوسواس من ذلك الوقت، ويقال: معناه لن تخالط أحدًا ولن يخالطك أحد فنفاه عن قومه.
{وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ} في الآخرة.
قرأ ابن كثير وأبو عمرو: {لَّن تُخْلَفَهُ} بكسر اللام، لن تغيب عنه، ومعناه تبعث يوم القيامة لا تقدر على غير ذلك ولا تخلفه، وقرأ الباقون {تُخْلَفَهُ} بنصب اللام، يعني: لن تؤخر ولن تجاوز عنه، ويقال: معناه يكافئك الله تعالى على ما فعلت والله لا يخلف الميعاد.
{وانظر إلى إلهك الذى ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا}، يعني: عابدًا.
{لَّنُحَرّقَنَّهُ}.
روى معمر، عن قتادة قال: في حرف ابن مسعود {لَنُذَبِّحَنَّهُ} ثمَّ {عَاكِفًا لَّنُحَرّقَنَّهُ}، وقرأ الحسن {لَّنُحَرّقَنَّهُ} بالتخفيف، وقراءة العامة بالتشديد ونصب الحاء، ومعناه أنه يحرق مرة بعد مرة؛ وقرأ أبو جعفر المدني {لَّنُحَرّقَنَّهُ} بنصب النون وضم الراء، ومعناه لنبردنه بالمباريد، ويقال: حرقه وأحرقه.
{ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ في اليم نَسْفًا}، يعني: لنذرينه في البحر ذروًا والنسف التذرية.
{إِنَّمَا إلهكم الله الذى لا إله إِلاَّ هُوَ}، يعني: أن العجل ليس بإلهكم وإنما إلهكم؛ الله الذي لا إله إلا هو.
{وَسِعَ كُلَّ شَىْء عِلْمًا}، يعني: أحاط علمه بكل شيء، وهو عالم بما كان وما يكون قال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم: {كذلك نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاء مَا قَدْ سَبَقَ}، يعني: أخبار ما مضى.
{وَقَدْ اتيناك}، يعني: أعطيناك {مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا}، يعني: أكرمناك من عندنا بالقرآن {مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ}، يعني: من يكفر بالقرآن، {فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ القيامة وِزْرًا}؛ يعني: حملًا من الذنوب.
{خالدين فِيهِ}، يعني: دائمين في عقوبة الوزر، {وَسَاء لَهُمْ يَوْمَ القيامة حِمْلًا}؛ يعني: بئس الحمل الوزر، وبئس ما يحملون من الذنوب.
قوله عز وجل: {يَوْمَ يُنفَخُ في الصور}، يعني: في يوم ينفخ في الصور وهو يوم القيامة.
قرأ أبو عمرو {وَيَوْمَ وَنُفِخَ في الصور} بالنون، واحتج بقوله: {وَنَحْشُرُ المجرمين} والباقون بالياء قال أبو عبيدة: وبهذا نقرأ، لأن النافخ ملك قد التقم الصور، وأما الحشر فالله تعالى يحشرهم.
قال أبو عبيد: معناه ينفخ الأرواح في الصور وخالفه غيره.
ثم قال: و{نَحْشُرُ المجرمين}، أي: المشركين {يَوْمِئِذٍ زُرْقًا}، يعني: عطاشًا؛ ويقال: عميًا، ويقال: زرق الأعين.
وروي عن سعيد بن جبير أن رجلًا قال لابن عباس: إن الله يقول في موضع {وَنَحْشُرُ المجرمين يَوْمِئِذٍ زُرْقًا} {وَمَن يَهْدِ الله فَهُوَ المهتد وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ القيامة على وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا} [الإسراء: 97]، فقال ابن عباس: إن يوم القيامة له حالات: في حال زرقًا وفي حال عميًا.
وقال القتبي: {زُرْقًا} أي تبيض عيونهم من العمى أي ذهب السواد والناظر، وقال الزجاج: يقال عطاشًا، لأن من شدة العطش يتغير سواد الأعين حتى تزرق.
ثم قال: {يتخافتون بَيْنَهُمْ}، يعني: يتشاورون فيما بينهم.
{إِن لَّبِثْتُمْ}، يعني: ما مكثتم في القبور بعد الموت، {إِلاَّ عَشْرًا}؛ يعني: عشرة أيام؛ ويقال: عشر ساعات.
يقول الله عز وجل: {نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً}، يعني: أوفاهم عقلًا ويقال: أعدلهم رأيًا عند أنفسهم.
{إِن لَّبِثْتُمْ}، يعني: ما مكثتم في القبور، {إِلاَّ يَوْمًا}.
{وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الجبال}؛ وذلك أن بني ثقيف من أهل مكة قالوا: يا رسول الله، كيف تكون الجبال يوم القيامة فنزل {وَيَسْئَلُونَكَ}، يعني: عن أمر الجبال.
{فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبّى نَسْفًا}، يعني: يقلعها ربي قلعًا من أمكنتها.
والنسف: التذرية أي تصيير الجبال كالهباء المنثور.
{فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا}؛ قال القتبي: القاع واحدة القيعة وهي الأرض التي يعلوها السراب كالماء، والصفصف: المستوي؛ وقال السدي: القاع الأملس والصفصف المستوي.
{لاَّ ترى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا}، يعني: لا ترى فيها صعودًا ولا هبوطًا؛ ويقال: لا ترى فيها أودية، ولا أمتًا يعني: شخوصًا.
والأمت في كلام العرب ما نشز من الأرض.
ثم قال عز وجل: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الداعى}، أي: يقصدون نحو الداعي.
{لاَ عِوَجَ لَهُ}، ومعناه لا يميلون يمينًا ولا شمالًا، {وَخَشَعَتِ الاصوات للرحمن}؛ يعني: خضعت وذلت وسكنت الكلمات للرحمن، يعني: لهيبة الرحمن.
{فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْسًا}، يعني: كلامًا خفيًا ويقال صوت الأقدام كهمس الإبل.
قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ الشفاعة إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحمن} في الشفاعة، {وَرَضِىَ لَهُ قَوْلًا} يعني: إذا قال بإخلاص القلب لا إله إلا الله في الدنيا {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} من أمر الآخرة {وَمَا خَلْفَهُمْ} من أمر الدنيا، {وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا}؛ أي: لا يدركون علم الله تعالى. اهـ.

.قال الثعلبي:

{وَمَآ أَعْجَلَكَ} يعني وما حملك على العجلة {عَن قَومِكَ} يعني عن السبعين الذين اختارهم موسى حين ذهبوا معه إلى الطور ليأخذ التوراة من ربّه فلمّا سار عجل موسى شوقًا إلى ربه وخلّف السبعين وأمرهم أن يتبعوه إلى الجبل، فقال الله سبحانه له: وما أعجلك عن قومك {ياموسى} فقال مجيبًا لربّه {هُمْ أولاء} يعني {على أَثَرِي} هؤلاء يجيئون {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لترضى} لتزداد رضًا {قَالَ} الله سبحانه {فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا} ابتلينا {قَوْمَكَ} الذين خلفتهم مع هارون وكانوا ستمائة ألف فافتتنوا بالعجل غير اثني عشر ألفا {مِن بَعْدِكَ} من بعد انطلاقك إلى الجبل {وَأَضَلَّهُمُ السامري} يعني دعاهم وصرفهم إلى عبادة العجل وحملهم عليها.